العادات السبع لقلبٍ سليم
المصدر: جريدة الاخبار
ليس كافياً أن نطمئنّ إلى ولادة الطفل بقلبٍ جيّد، فهذا ليس معياراً للاستمرار به. فقد بيّنت جمعية القلب الأميركية، في دراسة أجرتها مؤخراً، أن الأطفال الذين يولدون بقلوب سليمة لا بد من مواكبتهم خلال فترة الطفولة لضمان تمتعهم بصحة جيدة خلال حياتهم في ما بعد.
ولعلّ التحدّي الأبرز هنا هو في «ضمان» المعايير السبعة الأساسية لصحة القلب الجيدة، والتي تشمل: المؤشر الصحي لكتلة الجسم، والقيام بنشاط بدني كافٍ، وعدم التدخين، واتّباع نظام غذائي صحي والحفاظ على معدلات صحّية للكوليسترول وضغط الدم والسكر في الدم. وفي هذا الإطار، أشارت الدكتورة جوليا شتينبرغر، مديرة أمراض قلب الأطفال في جامعة مينيسوتا، إلى أنّ «السبب الأساسي في عدم تمتع الأطفال بشرايين قلب صحية هو النظام الغذائي والنشاط البدني». وفي هذا الإطار، دعت شتينبرغر إلى ضرورة متابعة الأطفال في نظامهم الغذائي والحرص على عدم تجريبهم للسجائر، إضافة إلى مراقبة مؤشر كتلة أجسامهم، الذي يجب ألا يتعدى 85 على المقياس المئوي، مع ضرورة ممارسة نشاطٍ بدني يتراوح ما بين المتوسط والقوي، بمعدّل 60 دقيقة يومياً.
● التلفاز يزيد خطر الإصابة بالسكري
ثلاث ساعات أمام شاشة التلفاز، أو الكومبيوتر، يومياً كفيلة بتعزيز فرضية إصابة الطفل بمرض السكّري من النوع الثاني. هذا ما خلصت إليه مجموعة من الباحثين البريطانيين الذين حلّلوا بيانات ما يقرب من 4500 طفل تتراوح أعمارهم ما بين 9 و10 سنوات، ليجدوا فيها علامات بيولوجية لزيادة خطر الإصابة بمرض السكري عند أولئك الذين يقضون وقتاً أطول أمام شاشات التلفاز. وتوصلت الدراسة إلى دلائل على أن أجساد الأطفال لم تكن جيدة في معالجة السكر، وهي حالة تُعرف باسم «مقاومة الإنسولين». ووجد الباحثون أن الأطفال الذين ينفقون أكثر من 3 ساعات من وقتهم أمام شاشات التلفاز يومياً، يعانون من وجود مستويات أعلى بنسبة 11% في مقاومة الإنسولين، مقارنة بأولئك الذين يقضون أقل من ساعة واحدة. وتتمثل مقاومة الإنسولين في عدم استجابة العضلات والدهون وخلايا الكبد، للأنسولين بشكل صحيح، وهو الهرمون الذي يتحكم بمستويات السكر في الدم. ولذلك ينصح هؤلاء الأهل بمراقبة «نشاط» أطفالهم أمام شاشات التلفاز أو أي جهاز إلكتروني آخر، وتوفير بدائل، منها على سبيل المثال التنزه.
● 3 حبات من العلكة يومياً تمنع التسوّس
صحيح أن «سمعة» العلكة سيئة، ولكن ليس في كل الأحوال، فقد بينت دراسة طبية حديثة أن العلكة الخالية من السكر تحسّن صحة أسنان الأطفال. وأكثر من ذلك، تُعتبر من العوامل المساعدة للحصول على أسنان قوية وصحّية وتساعد في تنظيف الأسنان، كما أن مضغ 3 حبات في اليوم، تحديداً بعد وجبات الطعام، يقي من التسوّس. وفي التفاصيل، تفيد الدراسة أن مضغ العلكة يحفّز إنتاج اللعاب الذي يقضي على الأحماض التي تنتجها البكتيريا في الفم، بما يزيد من نسبة الكالسيوم والفوسفور في الأسنان.
● فحص للكشف المبكر عن التوحّد
الخبر السار يقول إنه بات بالإمكان الكشف عن اضطراب التوحّد في عمرٍ مبكر. ففي الوقت الذي كان فيه الكشف يجري في عمر الأربع سنوات، مع استثناء بعض الحالات التي جرى رصدها قبل هذه السن، يتجّه الطب اليوم نحو إمكانية الكشف عن هذا الاضطراب في عمر مبكرٍ جداً، من خلال فحص للدم. وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة طبية حديثة أن «فحصاً تجريبياً للدم للكشف عن الاضطراب يمكن أن يرصد المرض في أكثر من 96% من الحالات، بما يسمح بالتشخيص المبكر». وقال يورغن هان ـ من معهد رنسيلير للعلوم التطبيقية ـ إن الأمل في هذه الفحوص إذا ثبتت دقتها، هو أن تطمئن الآباء الذين يخشون إصابة أطفالهم بالتوحد، كما تساعد في تطوير علاجاته. وقاس هان وزملاؤه مستويات 24 بروتيناً مرتبطاً بالتوحد، ووجدوا أن 5 منها إذا اجتمعت تتيح تحديد الإصابة بالاضطراب أكثر من غيرها. وتوصلوا إلى البروتينات الخمسة من خلال فحص 83 طفلاً تراوحت أعمارهم بين 3 و10 سنوات شخصت إصابتهم بالتوحد بالوسائل التقليدية. يُشار إلى أنّ التوحد يشمل طيفاً واسعاً من الاضطرابات التي تتراوح من العجز الشديد عن التواصل والتخلف العقلي إلى أعراض بسيطة نسبياً كما هو الحال في متلازمة «أسبرغر». ويشخص الأطباء في العموم حالات الأطفال من خلال رصد السلوكيات المرتبطة باضطراب التوحد، ومنها التصرفات المتكررة والانطواء الاجتماعي.